in

العماري والمسماري: قرار الهيئة العليا بالعدالة والبناء لم يراع الظروف السياسية في البلاد … والدرسي يعتبر تصريحهما “إساءة لصورة الحزب”

اشتد الخلاف داخل أروقة حزب العدالة والبناء مع قرب انعقاد مؤتمره الثاني، خاصة بعد فشل الهيئة العليا في اجتماعات عدة من تحديد موعد المؤتمر وتصاعد الاتهامات لرئيس الحزب بالسعي إلى تعديل النظام الأساسي والترشح لفترة ثالثة.

صوان يعلن عدم ترشحه

رئيس الحزب محمد صوان قطع الشك باليقين، وأعلن عدم ترشحه لانتخابات رئاسة الحزب، مشددا على ضرورة عقد المؤتمر العام للحزب في وقته المقرر.

صوان قال، في تصريح للرائد، إن قيادة الحزب التنفيذية تُعدّ لعقد المؤتمر منذ شهور في موعده، منوها إلى أن الهيئة هي من أجّلت انعقاد المؤتمر سابقًا، وأن النظام الأساسي للحزب يسمح بدورتين متتاليتين للرئيس.

حقيقة الخلاف

وفي مقال نشرته صحيفة العربي 21، بيّن رئيس دائرة الإعلام والاتصال بحزب العدالة والبناء عبدالسلام اجويد أن الخلاف في حقيقته ليس كما يصوّره البعض بأنه بين الإخوان من جهة وشركائهم المستقلين من جهة أخرى، وأن الخلاف أوسع من هذه الجزئية، وهو نتيجة لجملة من الاختلافات التي تراكمت عبر الممارسات السياسية والمواقف منذ التأسيس، وبرزت للفضاء العام؛ نتيجة انحياز قيادة الحزب برئاسة “محمد صوان” مبكرا لخيار التهدئة وطيّ صفحات الماضي، وتضميد الجراح والحل السلمي للأزمة عبر طاولة الحوار السياسي والمفاوضات، بينما عارض آخرون من أعضاء الحزب هذا الخيار؛ منحازين إلى تيار التشدد بجناحيه الإسلامي والثورجي في دار الإفتاء والتيار العاطفي المؤيد لها، والذي وقع في الخلط بين القطعيات وبين المسائل السياسية الاجتهادية المبنية على تقدير المصالح والمفاسد، والمعني بها في المقام الأول النوابُ المنتخبون والسياسيون.

أوضح اجويد في ذات المقال، أن محطات الخلاف بين التيارين بدأت من تداعيات عملية فجر ليبيا، ثم الخلاف الذي برز عند سقوط طائرة مروحية فوق منطقة المايا، ومحطة ثالثة عززت الخلاف وهي توقيع رئيس الحزب بالأحرف الأولى على الاتفاق السياسي، ورابعة اشتدّ فيها الخلاف، بإعلان قيادة الحزب موقفها من الحرب الدائرة رحاها في مدينة بنغازي، ومحطة الخلاف الأخيرة كانت انحياز طرف من الحزب لمواقف دار الإفتاء وبقايا المؤتمر الوطني وحكومة الإنقاذ المعاندة للمسار السياسي، والتي دعمت محاولات اقتحام العاصمة أكثر من مرة.

سبب الخلاف: عدم رضى الإخوان

أما الكاتب السنوسي بسيكري فيرى أن الأزمة الحالية داخل الحزب، وبين الحزب والجماعة، ناجمة عن تزايد شعور جماعة الإخوان، أو شريحة مهمة فيها، بعدم الرضى عن نتائج مقاربتها في تأسيس حزب بمشاركة آخرين يكفيها عناء العمل السياسي.

وأكد بسيكري في مقال له، أن هذه الخلافات ليست بالشيء الغريب على التكوينات السياسية حتى الإسلامي منها، ومن الخطأ الاعتقاد بأن التجمعات الإسلامية مبرأة من الخلافات والنزاعات.

خطأ فادح

وفي اجتماعها السبت الماضي، قررت الهيئة العليا للحزب عقد المؤتمر العام بعد شهرين من الاجتماع؛ القرار الذي اعتبره عضو الهيئة فرج العماري “خطأ فادحا” معللا ذلك بـ”أنه لا يركز على الظروف والاستحقاقات السياسية التي تمر بها البلاد”.

وحذر العماري، في تصريح للرائد، بأن عقد المؤتمر في مثل هذه الظروف قد يترتب عليه إرباكٌ للحزب في خوض الاستحقاقات السياسية، مطالبا بأخذ ذلك في الاعتبار؛ لتحديد الوقت الأنسب لانعقاد المؤتمر، معتبرا أن ما اتخذته الهيئة من حلول للمشاكل القانونية والفنية الخاصة بأمور العضوية هو تلفيق لا يرتقي لتحصين نتائج المؤتمر من الطعون.

وأشار العماري إلى أن رئيس الحزب والقيادة التنفيذية هي المسؤول والمخول بالإعلان عن تحديد المواعيد في الإطار العام، وتوجيه الدعوة للانعقاد، واتخاذ كافة الترتيبات والإجراءات اللازمة للانعقاد الناجح، فحسب اللوائح للهيئة العليا فقط أن تقرر التأجيل من عدمه في العموم. وذلك وفق تعبيره.

لم يحقق شيئا يذكر

في نفس الاتجاه ذهب عضو الهيئة العليا صالح المسماري، قائلا، إن اجتماع الهيئة لم يحقق أي شيئا يُذكر، ومخرجاته هي تكرار لما اتفق عليه في اللقاء السابق.

وأكد المسماري، في تصريح للرائد، أن الاجتماع لم يتطرق لمعالجات حقيقية للموضوع الوحيد في جدول الأعمال، وهو مناقشة تقرير اللجنة المشكلة لإيجاد حلول للقضايا القانونية التي تعيق انعقاد المؤتمر العام للحزب، مضيفا أنه إذا ظلت هذه الإشكاليات معلقة، وعُقد المؤتمر العام دون معالجتها فإن ذلك سيعرضه للطعن.

تصريحات المسماري والعماري إساءة للحزب

فيما عبر عضو الهيئة العليا في حزب العدالة والبناء رمضان الدرسي عن استغرابه من تصريحات العماري والمسماري، مبينا أن الأصل فيهم التعبير عن رأي الهيئة العليا كما هو متعارف عليه في أي نظام مؤسسي وحزبي وأن يحترموا قرار الأغلبية ولو خالف رأيهم الشخصي، لأن مثل هذه التصريحات تنتقص من القرار، وكذلك ممن وافقوا عليه من الأعضاء، لا أن ينتصروا لوجهة نظرهم الشخصية دون النظر للمصلحة العامة لقرار الهيئة العليا.

وأوضح الدرسي في تصريح للرائد، أن مثل هذه التصريحات المخالفة فيها إساءة لصورة الحزب الخارجية من حيث لا يقصد العضوان، وأن الصورة الذهنية لدى المواطن عن الحزب تهمنا جميعا، منوّها أنه لا يوجد داخل الحزب أي خلاف وصراعات فكرية، بل يتميز منتسبو الحزب بالانسجام في الرؤية والفكر، وكذلك دعم الأسس الوطنية والاستقرار في الدولة والشراكة مع التيارات الوطنية الموجودة في الساحة الليبية. وفق تعبيره

حدث في مثل هذا اليوم

أكثر من مليار دينار خصصها الرئاسي للجنوب…ومخاوف من أن يطالها الفساد