in

هل تضمن زيارة سلامة لترهونة عدم عودة الاضطرابات لطرابلس؟

تعد زيارة وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا لمدينة ترهونة هي الأولى رسميا بعد الهدنة التي أعقبت الاشتباكات الحاصلة جنوب مدينة طرابلس، تلتها زيارة المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة أمس السبت، التي أعلن فيها من ترهونة أن الوضع في مدينة طرابلس يسير نحو تحرير الدولة من وطأة التشكيلات المسلحة عليها، فهل يحاول سلامة ضمان عدم تكرار ما حصل في طرابلس من اضطرابات؛ بسبب السيطرة والنفوذ؟

تحرير الإرادة الوطنية من الابتزاز

مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة أثناء زيارته لمدينة ترهونة، أكد أن البعثة تريد أن تحرر الإرادة الوطنية من الضغوط التي تمارس عليها، ومن الابتزاز المستمر لها، ومن محاولة استغلالها من قبل فئات معينة على حساب أخرى، مشددا على استمرار وقف إطلاق النار؛ “لأنه تحت وقع إطلاق النار تصعب الحركة”.

وأضاف سلامة أن البعثة تصرّ على فتح صفحة جديدة يجرى من خلالها المطالبة بالحقوق المشروعة بطريقة سلمية، بحيث لا يتقاتل أبناء الوطن الواحد على توزيع الثروات والميزانيات، مطمئنا ممثلي ترهونة أن المجموعات المسلحة انسحبت من بعض الأماكن في طرابلس، وأنه بُدئ بتنفيذ الترتيبات الأمنية، والإصلاحات الاقتصادية، وإجراء تعديلات وزارية.

مغازلة لقوة مؤثرة

يرى الأكاديمي والمحامي خالد زيو أن زيارة المبعوث الأممي غسان سلامة لمدينة ترهونة هي حتما مغازلة لقوة مؤثرة ولها كلمتها في أية ترتيبات أمنية متوخاة، مشير إلى أنها جاءت في سياق زيارة وزير الداخلية فتحي باشاغا.

وتساءل زيو في تصريح للرائد عن عدم زيارة رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج لمدينة ترهونة طالما هي أحد مفاتيح الحل الأساسية، مضيفا هل كان ذلك لتجنب قائمة طلبات مناطقية يتوقع أو يعلم أنها ستوجه إليه كحزمة مستحقة مقابل قبول انخراط ترهونة ضمن النسيج الأمني الجديد.

وقال زيو، إن توجه السراج شخصيا الي ترهونة لن يتأخر كثيرا إذا ما عادت نغمة تغيير المجلس الرئاسي التي خفت حدتها مؤخرا.

طمأنة من عودة التغول

وفي السياق ذاته اعتبر الكاتب علي أبو زيد أن سلامة يحاول من خلال تصريحاته بعث رسائل طمأنة بأن الترتيبات الأمنية ستضمن عدم عودة حالة التغول الذي مارسته مليشيات طرابلس على مؤسسات الدولة، وأن هذا بلا شك سيساهم في الأوضاع جنوب طرابلس.

ولفت أبو زيد في تصريح للرائد، إلى أن استقرار الأوضاع في العاصمة ومدن الحزام المحيطة بها سيساعد بشكل كبير على انخراط مجتمعي جيد في الملتقى الجامع المزمع عقده بداية العام، معتبرا أن هذه المنطقة تمثل كتلة سكانية مهمة لها وزنها المجتمعي المعتبر. بحسب وصفه.

الاستقرار يحتاج إلى خطوات أخرى

في المقابل علق المحلل السياسي فرج فركاش بأن سلامة يسعى جاهدا لضمان نجاح الترتيبات الأمنية، منوّها أنه بعد زيارته لمدينة مصراتة، جاء الدور لزيارة ترهونة التي انطلق منها اللواء السابع.

وبين فركاش في تصريح للرائد، أن مثل هذه الزيارات تساعد في استقرار الأوضاع نسبيا، ولكنها لا تضمن عدم اندلاع الاشتباكات مرة أخرى، مطالبا باتخاذ خطوات أخرى أهمها سحب الآليات الثقيلة خارج العاصمة، والبدء الفعلي في تفكيك المليشيات واستيعابها في الأجهزة الأمنية فرادى وفق الشروط المطلوبة لدى هذه المؤسسات، أو خلق برامج تعليمية واقتصادية تجذب أفراد هذه المليشيات بعيدا عن سطوة قادتها.

وأشار فركاش إلى أن الطريق لازالت طويلة للاستقرار الكامل، منوها بأن تفعيل الترتيبات تحسب لغسان سلامة وللبعثة، وأيضا للهجوم الأخير للواء السابع الذي سرع بها.

ومع الاستقرار الملحوظ بالعاصمة طرابلس منذ توقيع الهدنة، والانفراج الاقتصادي، فهل تستمر الأوضاع على ما هي عليه، أم أصبح الطريق ممهدا لإجراء تغيير في المشهد السياسي الليبي؟

الجعفري رئيسا لاتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم

استيقاظ منتصف النوم: أسبابه وطرق تجنبه