in

تكليف الرئاسي للغربية والوسطى بفض النزاع.. هل هو جرعة للتسكين؟ أم للعلاج؟

عقب اندلاع الاشتباكات المسلحة جنوب العاصمة طرابلس، الأسبوع المنصرم، وفشل مساعي تثبيت هدنة وفق إطلاق النار إلى حين الوصول إلى اتفاق نهائي، أمر المجلس الرئاسي باستدعاء قوة لفض النزاع المسلح من المنطقتين العسكريتين الغربية والوسطى؛ للفصل بين كتيبة ثوار طرابلس، واللواء السابع بترهونة.

 المهمة فض النزاع، وليس قتال أي من طرفيه

قال آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي، الجمعة، إن القوة المشكلة بقرار المجلس الرئاسي؛ لفض النزاع  المسلح جنوب طرابلس، لن تخوض أي عمليات قتالية ضد أي من طرفيه، مبينا أن مهمتها تقتصر على فض النزاع بين المتقاتلين، وإعادة الأمن  للمنطقة.

وأضاف الجويلي، في تصريحات إعلامية، أن قوات فض النزاع لم تتدخل حتى اللحظة بين طرفي النواع المسلح؛ بسبب ارتفاع حدة الاشتباكات، وانهيار اتفاق التهدئة، ووقف إطلاق النار، مشددا على ضرورة الالتزام باتفاق التهدئة للبدء في فض النزاع.

وأعلن الجويلي إن القوة المشكلة من الغربية والوسطى على استعداد؛ لتنفيذ تكليف المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش، فض النزاع بين المجموعات المسلحة المتقاتلة جنوب طرابلس. وإعادة الاستقرار لها.

تكليف الرئاسي قوة لفض النزاع جرعة للتسكين

ويرى المحلل والخبير العسكري سليمان بن صالح، الجمعة، أن صياغة قرار تكليف المجلس الرئاسي باستدعاء قوة من المنطقتين العسكرييتن الغربية والوسطى، جرعة للتسكين لا العلاج.

واستغرب بن صالح، في تصريح للرائد، أن التكليف الصادر عن المجلس الرئاسي يبدو كأنه تكليف بفض نزاع بین طرفین یتقاتلان بالعصي، ورمي الحجارة لا بين قوتين عسكرييتن تتقاتلان بالمدفعیة والصواریخ، مشددا على أن الحلول الوقتیة لا تنهي المشکلة، بل تٶجل اندلاعها بصورة أشد في وقت آخر، وفق قوله.

وأضاف بن صالح أن السراج أراد بتکلیف آمري المنطقتين”الحداد” و”جویلي”؛ لانتمائهما إلی مدینتین لهما ثقل عسکري کبیر في المنطقة؛ للضغط علی ترهونة لسحب اللواء السابع من جنوب طرابلس، وتسليم الآمرين للمعسكرات للقوات التي كانت تتمركز فيها قبل اندلاع الاشتباكات.

وأوضح الخبير العسكري أن السراج حدد مدة لانسحاب قوة المنطقتين الغربية والوسطى؛ لطمأنة سكان العاصمة أنها لن تبقى عقب انفضاض النزاع، معتبرا التكليف تکملة لجرعة المسکن التي يقدمها المسؤولون؛ لحل أي إشکالیة تحدث ثم ینصرفون وهم یظنون أنهم أطفأوا النار، بینما هي تشتعل تحت الرکام، وفق بن صالح.

الاشتباكات جنوب طرابلس تكشف عجز الرئاسي أمنيا، وعسكريا

قال المحلل السياسي السنوسي إسماعيل، الجمعة، إن “ضعف أداء المجلس الرئاسي وحكومته في تأسيس جيش منظم، وانعدام السيطرة، أدى إلى نشوب الاشتباكات المسلحة على ضواحي العاصمة”.

ويرى إسماعيل أن الرئاسي “يجدد فشله عندما أمر بتشكيل لواء لتأمين الجنوب، ولم نرَ لهذا اللواء الأثر الذي شكل له”، مبينا أن أي قوات يراد لها التدخل؛ لتفض النزاعات المسلحة ينبغي أن تكون قوات مشتركة من كل ليبيا، وليست قوات مناطقية، أو قبلية، وفق تعبيره.

وأوضح المحلل السياسي أن قرار الرئاسي تكليف قوة من المنطقتين العسكريتين الغربية، والوسطى لفض النزاع هو “عملية تسكين للوضع المتأزم فقط ليست محاولة جدية؛ لحل المشكلة من جذورها”، مضيفا أن سبب الاشتباكات جنوب طرابلس “هو صراع على النفوذ، والمؤسسات الخدمية، وهذه تظهر عجر الرئاسي في تشكيل مؤسسة عسكرية محترفة من كل ليبيا”، بحسب وصفه.

وبين إسماعيل أن المجلس الرئاسي غائب عن المشهد، وأن الوضع يتصدره الأعيان والوجهاء، ورجال المصالحة، ويعملون منذ اندلاع الاشتباكات جنوب العاصمة على التهدئة، وإيقاف إطلاق النار؛ لاستئناف المفاوضات للوصول إلى اتفاق نهائي، يعيد المسلحين والآليات العسكرية إلى ثكناتها.

وكان المجلس الرئاسي أصدر قرارا لآمري المنطقتين العسكريتين الغربية والوسطى بتشكيل قوة؛ لفض النزاع جنوب طرابلس بين كتائب من طرابلس، واللواء السابع ترهونة.

 

بن صالح: تكليف الرئاسي قوة لفض النزاع جرعة للتسكين

قرار اقتصادي للرئاسي والمعارك مستمرة جنوب العاصمة .. هل هو تقليل من شأنها؟