in ,

الهلال النفطي يحترق والرئاسي يكتفي بالتنديد

تشهد منطقة الهلال النفطي عودة حرب السيطرة على الموانئ بين قوات الجضران وحفتر، في ظل غياب المجلس الرئاسي الذي اكتفى بالإدانة ولم يتخذ أي قرارات من شأنها إيقاف هذه الحرب.

رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أدان الهجوم الذي شنته قوات الجضران على ميناء السدرة ومنطقة راس لانوف، مؤكدا أنه لم يصدر أي تعليمات أو أوامر لأي قوة بالتحرك نحو منطقة الهلال النفطي، واصفًا الهجوم بـ “الخارج تماما عن شرعية حكومة الوفاق”، وهذا ما قابلته انتقادات لاذعة للسراج الذي كان من المتوقع أن يتخذ قرارا يوقف الصراع الدائر على النفط بوصفه القائد الأعلى للجيش الليبي.

الحرب التي قد تكلف الدولة الليبية خسائر تفوق 400 ألف برميل، أي 880 ألف دولار شهريا، ودمارا للبنية التحتية لأهم الموانئ النفطية، تحث الرئاسي على أن لا يكتفي بإدانات بل يتخذ موقفا واضحا وصريحا ضد من يتلاعب بقوت الليبيين، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها المواطن الليبي من غلاء في الأسعار وشح في السيولة.

مطالب بممارسة الصلاحيات

طالب رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، المجلس الرئاسي بممارسة صلاحياته واحتواء الأزمة في الهلال النفطي، وحماية أرزاق الليبيين “ولو اضطر إلى طلب المساعدة لتحقيق ذلك”، ووضع حد لهذا العبث، وفق قوله.

وقال صوان، على صفحته الرسمية، “إن موقفنا من الطرفين المتصارعين في الهلال النفطي لا يحتاج إلى توضيح، ولن نقبل الانجرار للاختيار بينهما”، مضيفا “أن مسارنا لا غموض فيه، وهو قائم على التمسك بالاتفاق السياسي مهما وُضعت أمامه من عراقيل”، مؤكدا أنه المخرج لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

استغلال الحادثة

ويرى المحامي فيصل الشريف أنه على المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بعد إصداره بيانه  الذي يدين فيه عملية الجضران، أن يتواصل مع جميع الأطراف لضمان السيطرة على الحرائق داخل مينائي السدرة ورأس لانوف، واستغلال الحادثة بشكل إيجابي، وتسلم الموانئ من خلال لجنة فنية أمنية تتولى تسلم المواقع الحيوية، وتشرف بحيادية على تشغيل هذه الموانئ وعودة العاملين إليها.

ونبّه الشريف، في تصريح للرائد، إلى أن الشركات الغربية الكبرى المحركة للساسة الغربيين ومؤسساتهم الحزبية لن ترضي باستمرار الحرب في الهلال النفطي، وستتدخل دبلوماسيًّا  ومخابراتيًّا ولوجستيًّا بل وحتى عسكريًّا إن لزم الأمر، حسب الشريف.

ويبقى السؤال الذي يدور في أذهان المتابعين: هل سينجح الرئاسي في إيقاف الحرب الدائرة في الموانئ النفطية باتباع أحد السيناريوهات المطروحة أم أنه سيأخذ موقف المتفرج؟

انشغالك بالهاتف يؤذي طفلك

كندا: ندعم مخرجات اتفاق باريس