in

رغم المتاجرة بقضيتهم، ينجح الصلح بين مصراتة وتاورغاء

شهدت ليلة 19 من رمضان توقيع اتفاق صلح بين مدينتي مصراتة وتاورغاء تمهيدا لعودة أهالي تاورغاء لمدينتهم دام قرابة 7 سنوات، ولتضع حدا لمعاناة الأهالي، وهو ملف شائك استغلته عدة أطراف سياسية لصالحها تارة، وتاجرت به تارة أخرى.

 بداية الاتفاق

وفي يونيو  من عام 2017 وقع عميد بلدية مصراتة  الراحل  محمد اشتيوي مع كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق  فائز السراج  ورئيس المجلس المحلي تاورغاء عبد الرحمن الشكشاك الاتفاق الذي توصلت إليه لجنتا المصالحة بين تاورغاء ومصراتة، والذي يقضي ببدء عودة أهل تاورغاء لمدينتهم وجبر الضرر وتعويض المتضررين في المدينتين، الأمر الذي قوبل حينها بالتخوين والتشكيك ، لكن  العميد المغدور به ورفاقه أصروا على المضي قدما  في طريق المصالحة إلى أن لقى حتفه عن طريق مجهولين ويكمل زملاؤه في المجلس البلدي المهمة التي تكللت بتوقيع الميثاق الليلة .

 موعد نهائي للعودة

في ديسمبر من العام المنصرم أعلن المجلس الرئاسي في ديسمبر من العام المنصرم، موعد بدء عودة لأهالي تاورغاء إلى مدينتهم مطلع فبراير الماضي.

تلا هذا الإعلان زيارة حكومة الوفاق، والشركات والأجهزة التابعة لها إلى مدينتي مصراتة، وتاورغاء؛ للاطلاع على حجم الأضرار، والعمل على تهيئة المدينة قبل عودة السكان، أعقبتها اجتماعات بين لجنتي مصراتة وتاورغاء للمصالحة؛ لتطبيق بنود الاتفاق.

تعرقل العودة

لكن المفاجأة كانت بإصدار مجالس حكماء مصراتة، والعسكري، ورابطة متضرري تاورغاء، بيانًا مشتركًا أبرز نقاطه عدم السماح بعودة أهالي تاورغاء، ما دفع المجلس البلدي إلى إصدار المطالبة بتأجيل العودة، ومحملًا المجلس الرئاسي مسؤولية تنفيذ الاتفاق.

وقامت مجموعات مسلحة بمنع النازحين من دخول تاورغاء، ما اضطرهم للبقاء في محيطها، بمنطقة “قرارة القطف” بالقرب من بني وليد.

وفي المقابل أصدر المجلس الرئاسي بيانًا يحمل فيه لجان المصالحة المسؤولية، ويخاطب العقلاء “بنزع فتيل الفتنة”.

متاجرة سياسية بالقضية

وبقي نازحي مدينة تاورغاء في مخيم بقرارة القطف وسط ظروف إنسانية صعبة استغلتها تارة أطراف سياسية؛ لتأجيج الوضع بين المدنيتين وخلق فتنة جديدة، وأطراف أخرى معارضة” للاتفاق السياسي”؛ لإفشال جهود المصالحة التي يقوم بها  المجلس الرئاسي والمجلسين البلدي بمصراتة والمحلي بتاورغاء إلا أن لجنتي الحوار استمرتا بجهودهما في محاولة للوصول إلى ميثاق صلح بين المدينتين في اقرب وقت ممكن .

توقيع الاتفاق وبداية المصالحة الشاملة 

وتوجت جهود المصالحة بتوقيع اتفاق الصلح في مدينة مصراتة ليلة 19 من رمضان بحضور لجنتي الحوار عن مصراتة وتاورغاء، وعدد كبير من عمداء البلديات، ومجالس الأعيان، والحكماء، ومشايخ القبائل من كافة أنحاء ليبيا،

وأكد رئيس المجلس المحلي تاورغاء، عبد الرحمن الشكشاك، أن جميع المكونات الاجتماعية لمدينة مصراتة ترحب بعودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم، مضيفا في تصريحات إعلامية بأننا وصلنا اليوم إلى نهاية لهذه الأزمة.

من جهته دعا المجلس البلدي مصراتة، والمجلس المحلي تاورغاء، إلى مباشرة مهامه من داخل بلدة تاورغاء، معلنا ترحيبه بعودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم.

وعبر الناطق باسم المجلس البلدي مصراتة أسامة بادي عن ترحيب أهالي مصراتة بدخول أهالي تاورغاء من النازحين المقيمين في قرارة القطف إلى دخول منطقة تاورغاء منذ اللحظة بعد تأمين عودتهم عودة آمنة حسب الترتيبات الأمنية اللازمة.

ودعا بادي الليبيين إلى التعاون وتقديم المساعدة لعودة اللاجئين والنازحين، مشيرا إلى أن توقيع ميثاق الصلح بين مصراتة وتاورغاء، مطالبا الحكومة بتنفيذ ما عليها من التزامات وفق الاتفاق الموقع في أغسطس 2016 بين مصراتة وتاورغاء برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالعاصمة التونسية.

ليؤسس هذا الاتفاق لمصالحة وطنية شاملة بين أبناء الوطن الواحد، ويطوي ملفا شائكا استغل كثيرا سياسيا للمتاجرة بمعاناة أهالي تاورغاء، وإفشال جهود المصالحة وتخوينها لأغراض شخصية ضيقة.

ويبقي هذا الميثاق في انتظار تنفيذه والتزام كافة الأطراف ببنوده، وإيفاء حكومة الوفاق بمتطلبات العودة، والترتيبات الأمنية واللوجستية؛ لتأمين عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم في أقرب وقت.

الشكشاك : بتوقيع الاتفاق في مصراتة أنهينا هذا الملف الشائك

. السراج يبارك اتفاق الصلح بين مصراتة وتاورغاء