in

علي زيدان .. محاولات يائسة لإنشاء حكومة موازية في الجنوب

أثارت زيارات رئيس الوزراء السابق علي زيدان إلى الجنوب وعزمه إنشاء حكومة موازية في فزان، التساؤلات حول مشروع الرجل ومن يقف وراءه؟.

زيدان الذي صرف أكبر ميزانية في تاريخ البلاد بلغت أكثر من 70 مليارا، تفاجأ الشارع الليبي بزيارة صاحب الجنسية الألمانية لطرابلس في أغسطس الماضي، واختطافه مرة أخرى، قبل أن يخرج دون الكشف عن فحوى الزيارة.

طرابلس التي فر منها منتصف مارس في العام 2014 بعد إقالة المؤتمر الوطني له، على متن طائرة خاصة تابعة للدولة الليبية لم يُعدها إلى الآن، وبعد صدور أمر من النائب العام بالتحقيق معه في تهم فساد أثناء رئاسته البالغة عامين، يعود للظهور الآن على الساحة السياسية حاملا معه مشروعا غامضا يسعى لزيادة البلاد تقسيما، مستغلا في ذلك الظروف الصعبة التي يشهدها الجنوب.

زيدان يسعى لتكوين حكومة في فزان

اتهم على بوسبيحة رئيس المجلس الأعلى لقبائل فزان، في تصريحات إعلامية، زيدان بالسعي إلى تكوين حكومة في منطقة فزان، يكون هو على رأسها، وأضاف قائلا “نحن رفضنا ذلك؛ لأننا لا نرضى بتقسيم ليبيا، ولا نثق فيه؛ لأننا نعرف أن تحركاته استعمارية”، حسب وصفه.

وقال بوسبيحة، في تصريح للرائد، إنهم يستنكرون زيارة رئيس وزراء ليبيا السابق علي زيدان لمدينة سبها، مبينا أن وجوده في المدينة زاد من تأزم الموقف فيها، مطالبا إياه بعدم المساهمة في تمزيق النسيج الاجتماعي داخل المدينة، مؤكدا أن المجلس الاجتماعي لا يقبل أي تواصل أو تحرك أو تنسيق معه.

وأشار بوسبيحة إلى أن زيدان عجز عن توفير الخدمات والمشاريع للمنطقة الجنوبية إبّان ولايته، وهو ما أدى إلى العديد من الأزمات التي مر ولا يزال يمر بها الجنوب، حسب تعبيره.

محاولة لإفساد المسار الدستوري

وقال المحلل السياسي السنوسي إسماعيل، في تصريح للرائد، إن علي زيدان يطرح مشروعا انفصاليا تحت اسم حكومة فزان؛ لكي يفسد المسار الدستوري، ويمدّد المرحلة الانتقالية؛ سعيا منه لتولي رئاسة ليبيا كلها أو الاكتفاء بالتربع على عرش فزان المنفصلة أو الفيدرالية، حسب قوله.

وأضاف السنوسي أن زيدان يحمل الجنسية الألمانية؛ ولذلك فهو مستبعد من تولى رئاسة الدولة أو المناصب السيادية الأخرى في حالة إقرار دستور في العام الحالي.

وأشار السنوسي إلى أن الدولة الليبية تحتاج استراتيجية متكاملة لمواجهة مشاريع التقسيم والفوضى التي تسعى لها أطراف ليبية، حسب تعبيره، مضيفا أن الجنوب هو العمق الاستراتيجي لليبيا، ومنبع الماء والنفط والغاز، ومساحته واسعة جدا جغرافيا، في حين أن التوزيع الديمغرافي هو نقطة الضعف التي تستغلها التنظيمات الإرهابية، وعصابات الجريمة المنظمة التي تمتهن التهريب والسرقة والحرابة وترويج المخدرات، والمجموعات المعارضة لحكومات تشاد والنيجر والسودان، وتحوّله إلى ساحة لتصفية الحسابات بين أجهزة مخابرات دولية مع خصومها أو كسب النفوذ والسيطرة على المصادر الغنية بالثروات.

وأوضح السنوسي أن الأولوية في الجنوب هي تحقيق السلام والمصالحة والتعايش المشترك بين قبائل ومكونات الجنوب، والنظر بجدية وعمق للعلاقات التاريخية الأخوية بين شعوب منطقة الصحراء الكبرى وجنوبها، وعدم وجود أي صراعات أو احتقانات بين كافة المكونات العربية والتباوية والتارقية وغيرها.

ابتزاز سياسي

ورأى المحلل السياسي فرج دردور، في تصريح للرائد، أن زيارات على زيدان تدخل ضمن إطار محالات من وصفهم بالمتطرفين الفدراليين المتحالفين مع زيدان في الجنوب وفي برقة الحمراء، الابتزاز والضغط على حكومة الوفاق وعلى طرابلس، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن طرح مشروع التقسيم على الطاولة جاء لغرض الحصول على مكاسب سياسية خاصة، موضحا أنها محاولات غير مجدية؛ لأنها لا تلقى قبولا سواء في المناطق الشرقية أو الجنوبية من البلاد، حسب قوله.

وتشهد المنطقة الجنوبية أوضاعا إنسانية سيئة جدا، ونقصا كبيرا في الوقود والغاز، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، زادتها الاشتباكات المسلحة في مدينة سبها بين قبائل أولاد سليمان والتبو، سوءًا، بعد أن أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم أطفال ونساء.

الفلاح: ينبغي أن تتركز جهود البعثة الأممية لدعم الاستفتاء على الدستور

للسجود فوائد صحية لن تتوقعها