in

اللعب داخل الفخ !!

جاءني الشباب على حرد يتساءلون !!

فأثار مجيئهم شجوني، فكلما نثرت لهم كنانة الماضي أنصتوا وكأن على رؤوسهم الطير !

وما أن حككت لهم واقعهم ومستقبلهم حتى لا أرى فيهم إلا متحمج !

فساررتها في نفسى هلكوا إن أطالوا التحميج ولم يبصروا ما هنا يعتريها، ولا ما هناك يتبرص بهم ويقعد لهم كل مرصد.

؛؛؛

عفوا أيها الشباب أنتم في حاجة لما ينتج لكم فكر اللحظة ويستكشف بدائل المستقبل أكثر من حاجتكم لقصص آبائكم على أهمية ما تطوى عليه من خبرة وخبر، ولا حنين ونستولوجيا أوشاز أسلافكم على ما تعنيه من مضامين لهويتكم وانتماءاتكم !

فحجم التحدى الذى يطرحه واقعكم اليوم والذى يحيط بكم إحاطة السوار بالمعصم أكبر بكثير من أن تستوعبه سذاجة وعفوية سرديات الماضى العتيق، كأنكم تطلبون استراتيجيات مواجهة تحديات اللحظة واحتواء مخاطر القادم، وتفكيك أزمات تراكمات وتركة الماضي التى أقلت بكلكلها على واقعكم كأنها ليل من ليل أمرئ القيس  من قصص العجائز وخرافاتهن قبل النوم.

؛؛؛

أعزائي صدقوني أدرك أن التحدي كبير بل وخطير في آن واحد، ولكني لما أجلت النظر كرتين لم أصدف لكم عن مخرج ولم أجد لكم من بد إلا خوض غمار البحر الملتطم ومواجهة أمواجه العاتية وسط حلكة الليل حتى إذا أخرج أحدكم يده لم يكد يراها وسط ما يحيط بالعقول من الغموض، وشراك الحيرة.

؛؛؛

فلما ابتدرني أذكاهم طريقة متسائلا، جد لنا يا أستاذ عنوانا جامعنا لما بهت به عقولنا من القول فقلت له حبا وكرامة يا عزيزي : لعبتكم يمكنني أن أطلق عليها عنوانا جامعا وهو ” اللعب داخل الفخ ” هل تعرفون ما اللعب داخل الفخ؟ وما هى قواعده؟ وكيف تلعبون داخل الفخ؟ بل هل لعبتم من قبل داخل الفخ قط؟

؛؛؛

فقال لي إذن أعد علينا الموعظة لعلنا اليوم أكثر استعدادا واستيعابا للدرس من الأمس، وقد كنت حدثته عما حدث لأحد الأغرار حين قلنا له قولا بليغا في نفسه عشية أحداث عام 2015 فأنغض إلينا رأسه، فقلت له وهل ستجد عاقلا اليوم يكرر كلاما نسخته الأحداث وصار جزءا من ذمة التاريخ؟!، فقال وما الحل؟ قلت له ما سأعظك به اليوم ستنكره نكارتك لما وعظتك به بالأمس وبنفس المنطق ونفس الشدة، وإلا فإن إكراهات اليوم غيرها عن تلك التي كانت تفرض نفسها بالأمس، أما لماذا يحدث لك ذلك فأخشى أن يكون من غلبة شقوتك عليك، مع رجاء أن يكون أمامك متسع أن لا تتورط فيما يفوت عليك أوان الاستدراك والرجوع إلى الصواب.

افتتاح مختبر للحمض النووي والبصمة الوراثية في طربلس

سيالة في القاهرة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب