in

مراقبون: استخدام فزاعة الإرهاب لتشويه الخصوم يدل على “إفلاس سياسي”

أضحى ملف الإرهاب شماعة يعلق عليها الخصوم السياسيين آمالهم في إقصاء أقرانهم من المشهد السياسي، بدل الاعتراف والقبول بمبدأ التداول على السلطة الذي هو ذروة سنام العملية الديمقراطية.

صراع غير شريف

واعتبر الصحفي عبدالرزاق الداهش ما يجري على الساحة السياسة من تبادل للتهم والتخوين بأنه صراع غير شريف بين الأطراف السياسية التى استخدمت وسائل الإعلام في التحريض على الأطراف الأخرى.

وقال الداهش خلال تصريح للرائد الخميس، إن بعض وسائل الإعلام، انخرطت في الصراع وتحولت الى تنظيم سياسي حتى وصل بها الأمر إلى التهويل والتخضيم من أجل إقصاء الآخر؛ لانعدام ثقافة تقبل الآخر.

وأضاف الداهش أن كل طرف يحاول الوصول إلى السلطة أو المحافطة عليها دون الالتزام بمعاير التنافس وعبر التاجيج وتأليب الراي العام على الطرف الآخر واتهامه بتهم قد يكون أكثرها ملفقا.

اتهام الخصوم بات مألوفا

وأكد الكاتب والصحفي عبدالله الكبير أن اتهام الخصوم السياسيين بممارسة الإرهاب أو دعمه بات مألوفا، حتى صارت التهمة ورقة سياسية تهدف للنيل من الخصوم وتأليب الرأي العام ضدهم.

الكبير وفي تصريح للرائد أكد أن هذا المنحى أثر سلبا في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، مبينا أنه فقد الكثير من فاعليته بعد إصدار بعض الدول قوائم إرهابية تضم علماء ونشطاء معروفون بنزاهتهم وعلمهم ومكانتهم المرموقة.

وأضاف “من الطريف أن الجهات التي تمنح صكوك البراءة من الإرهاب، هي أسوأ من أعتى المنظمات الإرهابية في مجال انتهاك حقوق الإنسان وممارسة ما هو أفظع من الإرهاب”.

الإرهاب والسياسة 

وقال المحامي فيصل الشريف إن الصراع انتقل في ليبيا لاستخدام ملف تنظيم الدولة ليتم تصفية الحسابات السياسية من خلاله، ولعل الخطورة هنا زاد معدلها، فالإقصاء صار هو الغاية والوسيلة، صار وببساطة اتهام أي شخص أو كيان بأنه “داعشي”؛ ليتم إقصاؤه من المشهد، مضيفا أن هذه الوسيلة تبدو سهلة الاستعمال مضمونة النتائج.

وأضاف الشريف في تصريح للرائد أن عدم سيطرة القضاء والجهات الضبطية على زمام الأمور، يزيٍد من التخبط والصراع وضياع الوطن والمواطن بين كل هذه الدهاليز.

ولفت إلى أن دولا غربية وإقليمية تستغل الصراع السياسي؛ لتغذيه في اتجاهاتٍ تجعل منها متحكمة في ملفات كبيرة على طاولتها.

الشريف يحذر من إلقاء مصطلح الإرهاب جزافًا، معتبرا أنه يزيد من وتيرة العداء بين الإخوة في الوطن الواحد، ومؤكدا أنه ليس من مصلحة الوطن تسييس ملف “داعش” وجعله ورقةً لتصفية حسابات بعينها، لأنها قضية أمنية بامتياز.

إفلاس سياسي

اعتبر المحلل السياسي على أبو زيد أن اتهام الخصم السياسي بالإرهاب هو استمرار لخطاب استغفال الجماهير والاستخفاف بهم من قبل تيارات سياسية لا تملك مشروعاً للوصول إلى السلطة إلا عبر خلق فزّاعة من منافسيهم السياسيين ليقدموا أنفسهم بديلاً.

وأوضح أبو زيد للرائد الأربعاء، أن اتهام الآخرين بالإرهاب، خاصة ممن وجدوا في العملية السياسية عن طريق آلياتها المشروعة هو أسلوب رخيص، يهدف إلى إقصاء وتشويه المنافس، دون تقديم مشروع أو رؤية سياسية حقيقية.

وطالب التيارات والشخصيات التي تدّعي حرصها على مدنية الدولة أن تراجع مواقفها من العسكر ومشروعهم في الاستيلاء على السلطة، وأن تتعامل مع تيارات الإسلام السياسي كمنافس حقيقي لا يمكن إقصاؤه.

أبو زيد طالب التيار الذي يستخدم شماعة الإرهاب أن يقدم مشاريع جدّية تقنع الناخب بدل محاولة تشويه ورمي الخصوم زوراً وبهتاناً.

وأكد أن الانتخابات في مثل هذه الأجواء تكرس لحالة الاحتقان والتوتر الموجودة، ولن تخلق حالة الاستقرار المنشودة للعملية السياسية.

لعبة سياسية قديمة

ويري الكاتب الليبي سراج هويدي أن اتهام الأطراف الاخري بالإرهاب لإبعادهم عن الساحة السياسية لعبة سياسية قديمة حتى قبل ثورات الربيع العربي.

وأضاف هويدي خلال تصريحه الخميس للرائد أن العديد من الأطراف السياسية تريد أن تترك الإرهاب يتنشر حتى تستخدمه ذريعة للوصول إلى السلطة وإبعاد الخصوم، وتمارس عليهم الإقصاء والتهميش.

وأوضح هويدي أن الخصوم في ليبيا يتبادلون التهم فيما بينهم بخصوص دعم الإرهاب دون وجود أي دلائل حقيقة واضحة من أجل تشويه صورة الطرف الآخر لضمان الوصول إلى السلطة.

تطرف يساري

ومن جانبه قال مدير مركز اسطرلاب للدراسات عبدالسلام الراحجي، إن التطرف ليس في اليمين فقط، إنما هناك تطرف يساري يرى أن خصومه السياسيين ليسوا شركاء في الوطن، وإنما يجب سحقهم ورميهم في السجون بدون محاكمة.

وأكد الراجحي في تصريح للرائد أن التكهنات والآراء الشخصية لا قيمة لها، مطالبا من لديه أدلة تثبت تورط أي تيار بممارسة الإرهاب  أن يقدمها للنائب العام.

وأشار إلى أن تحقيقات مكتب النائب العام مع عناصر تنظيم الدولة كشفت عن كل الشخصيات التي دعمت التنظيم سواء على الصعيد الليبي أو العالمي.

واعتبر مدير مركز اسطرلاب أن اتهام الخصوم السياسيين بالإرهاب يأتي في إطار الإقصاء السياسي، واصفا أن أسلوبهم في تصفية الخصوم لا يختلف عن تنظيم الدولة، لافتا أن لكل طرف أسلوبه الخاص في الإقصاء.

وقال الراجحي إن إقصاء الخصوم بالتشويه الإعلامي هو استنساخ للتجربة المصرية التي اعتبرت كل من خالف الانقلاب هو إرهابي، موضحا أنه حتى التيارات الليبرالية في مصر لم تسلم من تهمة الإرهاب.

تجدر الإشارة إلى أن بعثة الأمم المتحدة قدمت في سبتمبر المنصرم خطة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا نهاية عام 2018، مع اقتراب نهاية ولاية حكومة الوفاق المحددة بعامين.

قوات الكرامة تشعل الخلاف القبلي في سبها من أجل النفوذ

تقرير خبراء الأمم المتحدة يكشف حقائق خرق حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا