in

قوات الكرامة تشعل الخلاف القبلي في سبها من أجل النفوذ

يرى بعض المهتمين بملف الجنوب الليبي أن الأحداث الحاصلة في الجنوب الليبي هي حرب قبلية طرفاها قبيلتا التبو وأولاد سليمان سببها “جريمة جنائية”.

ويذهب رأي آخر إلى أن غياب دور الرئاسي عن مسؤوليته في الجنوب، شجع قوات حفتر على الدخول بإشعال الخلاف القبلي وإحالته إلى صراع على النفوذ في المنطقة.

غياب المجلس الرئاسي

أبدى عميد بلدية سبها حامد الخيالي استغرابه من “غياب” المجلس الرئاسي عن تحمل مسؤوليته تجاه مدينة سبها، وأحداثها التي تجاوزت الشهر.

ونفى الخيالي، في تصريح للرائد، أن تكون المشكلة بين قبيلة التبو وأولاد سليمان مبينا أن اللواء السادس مشاة “جيش نظامي”، وهو خليط من كافة القبائل بالمنطقة الجنوبية، وأن التعدي عليه يستوجب اتخاذ إجراءات “رادعة”، وفق قوله.

وأضاف العميد أنه بعد انسحاب القوة الثالثة، التي كانت تؤمن سبها، إلى الغرب، قامت القوة 12 بإمرة “بن نايل” بتأمين المنطقة الممتدة من براك الشاطئ وحتى تمنهنت ومنطقة الرملة، وهي قوة داعمة للواء السادس وتابعة لقوات حفتر بالشرق.

وأوضح الخيالي أن اللواء السادس يحاول فرض الأمن داخل سبها بمفرده حاليا، مشددا أن من “يتعدى على المعسكرات لا بد من ردعه، والرد عليه بالقوة”، وفق تعبيره.

وأبدى عميد بلدية سبها ترحيبا ببيان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج عن أحداث الجنوب، موضحا أنهم “لم يتلقوا أي دعم حتى الآن”، متسائلا “هل يعلم المجلس الرئاسي ما يجري في الجنوب؟”، مبينا أن الجنوب يضم ثلاث كتل متناحرة تتوزع بين مؤيدي الوفاق، ومؤيدي حكومة الثني، وأنصار النظام السابق، بحسب الخيالي.

الصراع في الجنوب

بدوره يؤكد آمر اللواء السادس جماعة مسعود تبعية اللواء لقوات حفتر، مشيرا إلى أنهم يحاربون من وصفهم بـ “قوات مرتزقة من النيجر وتشاد والسودان” متهما قوات التبو الليبية باستخدامهم “واجهة للاقتتال”، وفق قوله.

وأضاف جماعة، في تصريح للرائد، أن الخلاف مع قبيلة التبو الليبية موضوع قديم جديد يمكن التوصل فيه لحل، مفضلا عدم الكشف عن مزيد من التفاصيل.

انشقاق اللواء السادس

إلى ذلك يضيف الناطق باسم اللواء السادس سعد بوعوينة أن قوة اللواء تقدمت بمساعدة عدد من التشكيلات العسكرية التابعة لقوات حفتر، وسيطرت على عدة مواقع كان يتمركز فيها مسلحون.

وعزا بوعوينة، في تصريح للرائد، انضمام قوة اللواء السادس مشاة إلى قوات حفتر، وانشقاقهم عن وزارة الدفاع في حكومة الوفاق إلى تعذر الوصول إلى المسؤولين في الغرب؛ لتوضيح الوضع “الخطير”كاشفا أن أربع كتائب عسكرية في الجنوب كانت تابعة لقوات حفتر انضمت للواءا السادس، بحسب قوله.

تقارب بين القبائل في الجنوب

الناطق باسم اللواء السادس يؤكد أنها المرة الأولى التي توضع فيها الخلافات السابقة جانبا وتتواصل القبائل في سبها للاتفاق على محاربة من وصفه بـ”العدوان الأجنبي”، كاشفا عن اتصالات مع قبيلة القذاذفة، مع أولاد سليمان، للاتفاق على محاربة “العدوان على الجنوب الليبي.

وكشف المتحدث باسم اللواء عن وجود صراع بين منتسبي اللواء فمنهم من يؤيد حكومة الوفاق، ومنهم من يؤيد حكومة الثني، داعيا إلى توحيد المؤسسة العسكرية في الشرق والغرب والجنوب؛ لمواجهة ما وصفه بـ “العدوان الخارجي” من قوات المعارضة الشادية والسودانية والنيجيرية، على حد قوله.

واستغرب بوعوينة صمت المجلس الرئاسي لأكثر من شهر على الحرب في الجنوب، “واكتفاؤه بإصدار بيان”، مضيفا إلى أن “الجيش في ليبيا واحد لا ينقسم إلى شرق وغرب”، مبينا أن “جميع محاولات التواصل مع حكومة الوفاق باءت بالفشل”، مؤكد أن قائد عملية الكرامة خليفة حفتر كلف كتيبة أحرار فزان بمساندة اللواء السادس، منوها بأن “أغلب منتسبيها من المدنيين”، بحسب قوله. .

شماعة المرتزقة في كل خلاف بين قبيلتين

بدوره استهجن الناشط التباوي سليمان كوصو استخدام “ورقة المرتزقة” في كل مشكلة تقع بين أولاد سليمان، والتبو.

ويضيف كوصو أنهم بعد عشرة أيام من المشكلة جلس أعيان التبو مع أعيان أولاد سليمان دون وساطة، وطلبوا “وقف القتال، ووقف التأجيج الإعلامي، وإخراج الكتيبة من الأحياء السكنية”، وبعد يومين من التشاور رد عليهم ممثلوا أولاد سليمان أنه “لا سلطة لهم” على أبنائهم، واستمرت الاشتباكات في محيط اللواء؛ ليسفر عن “سقوط عديد الضحايا المدنيين”، وفق قوله.

وأردف الناشط أنه بعد 15 يوما وصل وفد من المنطقة الشرقية، وأبلغناهم أن المشكلة قبليّةٌ فطلبوا 3 أيام، وعادو للشرق وأبلغونا أن اللواء تابع لحكومة الوفاق، وفي اليوم الثاني صدر قرار من حفتر بتكليف آمر للواء من الشرق “جماعة مسعود جماعة “، وإقالة اللواء المكلف من الغرب.

سبب المشكلة جنائي

أرجع عضو حكماء وأعيان التبو بسبها أحمد توكي سبب الأزمة إلى “جريمة جنائية” وهي “استهداف مسلحين من قبيلة أولاد سليمان بالرماية مقهى يرتاده شباب التبو بحي الناصرية أدى إلى وفاة شاب، وقامت بعدها مجموعة مسلحة بقتل أحد منتسبي اللواء السادس فقام بعض منتسبي اللواء باستهداف المارة بالطريق وقنصهم أدت إلى وفاة عدد منهم” وفق قوله.

إحباط التغيير الديمغرافي للجنوب

من جانبه أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بيانا أكد من خلاله أنه “سيحبط كل المحاولات التي تستهدف إيجاد واقع ديمغرافي جديد في الجنوب”، مشيرا إلى أن وحدات الجيش نجحت في صد هجمات على مقراتها في سبها.

وأضاف أنه اتخذ إجراءات لدعم وحدات الجيش، والرد على الهجمات المتكررة التي يقوم بها من وصفهم بـ “المرتزقة” في الجنوب، مشددا على أن أي اعتداء على المعسكرات ومقرات الجيش هو اعتداء على السيادة الوطنية وتهديد لأمن البلاد بكاملها.

ودعا البيان أهالي المنطقة الجنوبية لدعم وحدات الجيش، وحل النزاعات وتجنب التوترات الاجتماعية، مشيرا أنه لا بديل عن وحدة الصف؛ لمواجهة “الخطر المحدق” بالجنوب.

ويبلغ عدد سكان سبها قرابة 300 ألف نسمة بها 63 قبيلة كل قبيلة لديها كتيبة، وتملك قبيلة أولاد سليمان 14 كتيبة تابعة لها فيما تملك قبيلة التبو 5 كتائب لها.

يداك أوكتا وفوك نفخ

مراقبون: استخدام فزاعة الإرهاب لتشويه الخصوم يدل على “إفلاس سياسي”