in

ولي الأمر بين الانتخاب والانقلاب

يرى كثيرون أن ما يحدث في ليبيا هو صراع سياسي على السلطة، ينبغي أن تستخدم فيه الوسائل السلمية لإثبات الأحقية في الحكم.

لكن طرفًا بعينه يستعين بتيار ديني “مستورد”؛ لتصوير النزاع في ليبيا على أنه حرب دينية بين مسلمين وكفار، ويرمي مشايخ هذا التيار خصوم حليفهم باتهامات وأوصاف تخرجهم من الدين.

كتائب دينية لتصفية الخصوم

يرى الكاتب الليبي علي أبوزيد، أن قوات حفتر تحالفت منذ بدايتها مع تيار “السلفية المدخلية”، و”استغلت مشايخ هذا التيار، الذي يناصب العداء المستحكم لمختلف تيارات الإسلام السياسي”.

وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، الأحد، أن هذا التيار يحاول “إضفاء الشرعية على ولي الأمر المتغلب”، وتقديم حفتر بصفة “ولي أمر يجب له السمع والطاعة، ووصف كل معارض له بالخارجي”، موضحًا أن هناك فتاوى لهذا التيار ودروسا وخطبا توضح هذا التحالف، وفق قوله.

ويبيّن الكاتب أبوزيد أن قوات الكرامة مكّنت هذا التيار من المؤسسة الدينية متمثلة في لجنة الإفتاء العليا، وهيئة الأوقاف، وهذا “شجعهم من خلال كتائبهم التابعة لقوات حفتر على تصفية أي مخالف لتيارهم الديني”، مضيفًا أن المنطقة الشرقية “تفشت فيها مؤخرًا ظاهرة التصفية الجسدية، وإلقاء الجثث في مكبات القمامة، وقد كتب عليها تحذير لذوي الضحايا من إقامة عزاء لهم، ووصفهم بالخوارج”، وفق تعبيره.

ويردف أبوزيد أن “الخطاب المتطرف نما وتجذر في أحضان قوات حفتر، وصار يمثل الغطاء والمبرر للممارسات الإجرامية” لهذه القوات، ويصور مرتكبيها بالمجاهدين والأبطال، مشيرًا أن ذلك أثر في الأطفال الذين بدأوا يقلّدون هذه الانتهاكات في ألعابهم، وهو ما يعدّ “مؤشراً خطيرًا” لنشأتهم على هذه الأفكار، وفق أبوزيد.

طريق مدني ثالث

في حين يقول عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونيس المبروك، في مقالة له على صفحته الشخصية، من حق “أحرار ليبيا سلوك طريق مدني ثالث”، ورفض ومقاومة “الاستبداد” ومنتجاته من إرهاب، وتمزيق للنسيج الاجتماعي، وإرجاع لحكم العسكر، وتبديد لطاقات الشباب، وفق تعبيره.

الجيش خارج المماحكات السياسية

وبصفته العسكرية يضيف العقيد علي رفيدة، أن القوانين العسكرية في كل أنحاء العالم المتقدم، ودول العالم الثالث، تفرض على الجيش أن يكون خارج المماحكات السياسية، حتى في الانتخابات تكون مهمة الجيش حماية الدستور والوطن والمواطن، أما توظيف الدين لصالح إقحام العسكر في السياسة فهو ليس من عقائد الجيش، وفق تعبيره.

وأردف العقيد رفيدة، في تصريح للرائد، الأحد، أن عقيدة الجيش ليس من ضمنها استغلال الدين لجلب مؤيدين وتوظيفهم لأغراض “دنيئة كالتفجير والقتل”، ومضحًا أن من يقوم بهذا العمل بدعوى أنه جيش سينقلب على مؤيديه حال وصوله لسدة الحكم، وفق رفيدة.

ودعا رفيدة التيارات الدينية في ليبيا إلى توحيد الجهود والأيادي؛ لحماية الوطن، وترك الأجندة التي لا تخدم إلا أصحابها الطامحين للوصول للحكم، مبينًا أن مذهب ليبيا وسطي معتدل.

يشار إلى أن شيخًا يدعى أبا عبدالرحمن المكي ظهر، في تسجيل مصور قبل أيام، يحث مقاتلي حفتر في محور عين مارة، على اقتحام مدينة درنة، واعدًا القتلى منهم بالجنة.

هل حقاً القلق الزائد أول مؤشرات الإصابة بالزهايمر؟

الهجرسي: نتعاون مع الرئاسي لإمداد الوقود لمناطق الجنوب